الاثنين، 8 مارس 2010

لقد كان لكم فى رسول الله اسوة حسنة

ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد ان لا الله الا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله. يقول الله عز وجل ( بسم الله الرحمن الرحيم) ياأيها الذين أمنوا أتقوا الله حق تقاته ولاتموتن الا وأنتم مسلمون. ويقول فى آية أخرى ياأيها الناس أعبدو ربكم الذى خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون صدق الله العظيم لقد كان لكم فى رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر. وقد كان لنا فى سلفنا الصالح أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أمثلة نادرة فذة ذات أثر بالغ فى الحياة. لايطويها الزمان ولاينساها أنسان ولنا فى اتباعهم أسوة حسنة. فما دونهم مقصر ومافوقهم محصر. لقد قصر دونهم أقوام فجفوا وطمح عنهم أخرون فغلوا . وما هم بين ذلك فهم على هدى من الله فى اتباع كتاب الله وسنة رسوله ونهج سلف هذه الامة والأقتداء بهم الا وهم اصحاب رسول الله .( صلى الله عليه وسلم) . فهؤلاء قوم يحبهم الله ورسوله ويسارعون فى مرضات الله عز وجل والله يحبهم لامتثالهم لاوامره ويجتنبون نواهيه . كما أنهم يحبون رسول الله أكثر من أنفسهم. ويطيعونه فى كل أوامره وينتهون بأوامره. صلاة الله وسلامه عليك يارسول الله . فالرجوع الي الأمر فهما وعملا وعقيدة من الأمور التى يجب أن يضعها كل مسلم في أولويات أموره . ونصب عينية فأمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) ومن مضى على ماكان عليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) من الصحابة والسلف الصالح خير الأمور فى ديننا الحنيف . يقول الله عز وجل ( بسم الله الرحمن الرحيم) قل هذه سبيلى أدعو الى الله على بصيرة أنا ومن أتبعنى. صدق الله العظيم ويقول رسولنا الحبيب (صلى الله عليه وسلم) ( لاتزال طائفة من أمتى ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ). فهؤلاء الصحابة هم الذين تربو فى حجر النبوة وترعرعوا فى رياض رسول الله (صلى الله عليه وسلم) . أخذو عنه الأسلام غضا ضريا فكانوا لهذا مثلا لنا دائما فى الحب والعطاء والبذل والتضحية والتقوى . فهم أصحاب الأيمان القوى فلا تتعجب اذا مانزل القران بقولهم فى أكثر من موطن. أن العقيدة الصحيحه تحتاج الى تربية القلب تربية ايمانية وتبداء من طهارة القلب وحسن المعتقد. ان القلب ملك والاعضاء جنوده فاذا طاب الملك طابت جنوده واذا خبث الملك خبثت جنوده. كما قال رسول الله( صلى الله عليه وسلم) ( الا أن فى الجسد مضغة ان صلحة صلح سائر الجسد الا وهو القلب).فليعرف الانسان قلبه ويراعيه ومن عرف قلبه عرف نفسه ومن عرف نفسه عرف ربه ومن جهل قلبه فهو بغيره أجهل.
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ( ان لله تعالى أنية من أهل الأرض وانية ربكم قلوب عباده الصالحين وأحبها ألينها وأرقها ) . العقيدة الصحيحة التى يحتاجها القلب لطهارته الا وهى خيرعقيدة هى عقيدة أهل السنة والجماعة . وعقيدة السلف الصالح هى السبيل المستقيم والنهج القويم . ويقول الله عز وجل فى ذلك ( بسم الله الرحمن الرحيم) وأن هذه صراطى مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون . صدق الله العظيم فالبيئة التى يعيشها الأنسان عامل أساسى حتى يكون من أهل الايمان . الحمد لله أن جعلنا مسلمين هذه هى أول درجة من الدرجات التي منحها الله للمسلمين شاهدين أن لا الله الا الله وحده لاشريك له وان محمد رسول الله. وحتى يكون المسلم من أهل الأيمان فالبيئة الأيمانية هى التى تزوده فى هذه الحياة حتى يصل الي الأخرة التى يتمناها كل مؤمن فعلينا أن نزود هذه التربة ( القلب )بما يحتاجة من صلاة وزكاة وصيام وحج البيت من استطاع اليه سبيلا ورعايته بمقاومة أهواء الشيطان. ونهئ المناخ المناسب لزرع هذا الايمان فى القلب. فزرع الأيمان فى القلب الصالح وسقايته بماء التقوى ورعايته المستمرة حتى يكون حصادك الي الأخرة حصاد خير يوصلك الى الجنة ان شاء الله. فالبيئة التى نقصدها ونتحدث عنها هى بيئة المسجد بيئة أهل الأيمان. هى التى توفر العنصر الأول للأيمان . بيئة الصلاة فهى أول مايحاسب عليه المرى يوم القيامة فان صلحت صلح سائر عمله . وهى عماد الدين من أقامها فقد أقام الدين ومن هدمها فقد هدم الدين. قال صلى الله عليه وسلم ( العهد الذى بيننا وبينهم الصلاة ) كما قال صلى الله عليه وسلم ( بشر المشائين الى المساجد فى الظلم بالنور التام يوم القيامة ). كما لا ننسى رعاية هذا القلب رعاية مستمرة بالمحافظة على سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم من الأقوال والأفعال الظاهرة والبطانة من ذكر وصلاة وأمر بالمعروف ونهىء عن المنكر يقول الله عز وجل ( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل ان كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله صدق الله العظيم . ومن الاسباب التى تؤدى الى طهارة القلب حسن الخلق وامساك اللسان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( عليك بحسن الخلق وطول الصمت فوالذى نفسى بيده ماتجمل الخلائق بمثلهما وقال صلى الله عليه وسلم ( وهل يكب الناس على مناخيرهم يوم القيامة الا حصائد السنتهم. أعلم يرحمك الله أن كانت طهارة البدن بالماء فطهارة القلب بالتوبة فسارع الى التوبة من المعاصى والذنوب . ومن علامات طهارة القلب. 1- (الصبرعند المحن ) لانها بمثابة امتحان للعبد من الله فيقول الله عز وجل ( بسم الله الرحمن الرحيم) اولئك الذين امتحن الله قلبوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم. 2- (خشية الله ) القلب الطاهر يخشى الله فى سره وعلانيته يقول عز وجل ( بسم الله الرحمن الرحيم) من خشى الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب . فالذنوب والمعاصى تفسد القلب وتضعف الأيمان وكلما ازداد العاصى خبثا ازداد من الله بعدا. 3- (البعد عن الشهوات التى تخالف أمر الله) القلب الطاهر الذى يبتعد عن الشهوات يسلم من عبودية ماسوى الله . 4- ( الخوف والرجاء) فعندما تجتمع فى القلب الواحد الخوف والرجاء والتوكل والانابة والاضمئنان والذكر والخشية وحب الله ورسوله والذل لله وايثار مرضاته فى كل حال والتباعد عن سخطه فهذه علامات القلب السليم فيكون ثمرة كل هذا أيمان قوى تستطيع معه أن تصرع الشيطان فمن يهده الله فلا مضل له . ودعواتنا لانفسنا ولجميع المسلمين هى أن يثبت الله في قلوبنا العقيدة الصحيحة ويخلصنا من شوائب الشرك ولاشك أن هذا الأمر يحتاج الي جهد مرير وصراع مع الباطل وأهله حتى تتهيأ النفوس لنصرة الله ورسولة صلي الله عليه وسلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق