الاثنين، 22 فبراير 2021

لماذا هدفهم القرآن والسنة


(التخلية قبل التحلية) فلو لم تتضح المفاهيم وتعرفها تعريفا جامعا مانعا لتداخلت المصطلحات ولن يستقيم لك علم.

لكي نستطيع الرد على مروجي الشبهات التي تعصف بالمسلمين لابد أن نفطن إلى أمرين من أهدافهم من إثارة الشبهات.
فكما قلنا سابقًا ديننا دين العلم والتنظيم، فمن تصدر لهذا الأمر بدون عُدة وبدون إعداد فكأنما دخل ساحة الحرب أعزل.

-الهدف من إثارة الشبهات:
أهداف عامة- أهداف خاصة

١- الكفر والردة والضلال، وهو الغاية والهدف الرئيسي لهم، والدليل بقوله تعالى ( وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً)، (وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم) وغيرها من الآيات.

٢- تشكيك المسلمين في سنة نبيهم، وعزل القرآن عن السنة، لأن باجتماعهم يتكون دينًا شاملًا كافيًا، ودل على ذلك بما صرحوا به لسلمان -رضى الله عنه- فقالوا له: (قَدْ عَلَّمَكُمْ نَبِيُّكُمْ كُلَّ شَيْءٍ، حَتَّى الْخِرَاءَةَ. قَالَ، فَقَالَ: أَجَلْ. لَقَدْ نَهَانَا أَنْ نَسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةَ لِغَائِطٍ أَوْ بَوْلٍ، أوَ أَنْ نَسْتَنْجِيَ بِاليَمِينَ، أَوْ أَنْ نسْتَنْجِيَ بِأَقَلَّ مِنْ ثَلاَثَةِ أَحْجَارٍ. أَوْ أَنْ نَسْتَنْجِيَ بِرَجِيعٍ أَوْ بِعَظْمٍ).
وبعزل السنة عن القرآن فلن نستطيع فَهم القرآن على مُراد الله، فيتحقق الضلال.

٣- تدمير أخلاق المسلمين، التي لو رجعوا إليها لسادوا الدنيا، وقد لخص الرسول -صلى الله عليه وسلم- الإسلام في قوله (إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق).
فأمة بلا أخلاق لا تُساوي شيئًا، وقد وصفت السيدة عائشة النبي -صلى الله عليه وسلم- (كان خُلقه القرآن)، ومدحه ربُّّه بقوله (وإنك لعلى خُلق عظيم).

٤- تفرقة المسلمين وتشتيتهم وجعلهم شِيعًا وأحزابًا يضرب بعضهم رقاب بعض، عن طريق إحياء الأفكار المتعلقة بالفِرق، وتصدير الشخصيات المنافقة والمداهنة والمتملقة إلى الأمة على أنهم مفكرين عظماء وأفذاذ ووضع هالة حولهم من الإجلال والتعظيم.

٥- خداع المسلمين: عن طريق ربط كل صورة من صور التقدم الحضاري بالتخلي عن الإسلام، وربط كل صورة من صور التخلف الحضاري بالتمسك بالإسلام.

-بعض مروجي الشبهات هدفهم حب الظهور والبروز وأن يُشار إليهم بالبنان لكونه مغمورًا، من باب (خالف تُعرف).

-قواعد رد الشبهات:
١- صدق اللجوء إلى الله -تعالى- واستمداد التوفيق منه:
لأن كثير من المشككين والمروجين للشبهات والذين يطعنون في السنة ليس لهم حظ من التوفيق من الله -تعالى- واستدل بقول الشاعر:
إذا لم يكن عون من الله للفتى ... فأول ما يجني عليه اجتهاده
وقديما كتب سالم بن عبد الله بن عمر -رضى الله عنه- إلى عمر بن عبد العزيز -رضى الله عنه- (اعلم أن عون الله -تعالى- للعبد على قدر نيته، فمن تمت نيته تم عون الله -تعالى- له، وإن نقصت نقص بقدره).

٢- وجوب تصحيح النية: فهى من أولى الواجبات للمحاور لأنه محتاج لعون الله فيكون مبتغاه الرد على الشبهة وتصحيح الخطأ وبيان الصواب لا التشهير بالمخالف أو التنقيص منه، وألا يقصد من خلال مناظرته حب الظهور والشهرة.

٣- استحضارك لضوابط الفَهم الصحيح للسنة النبوية وذلك عن طريق:

أ- فَهم السنة من خلال السنة وفي ضوء القرآن الكريم، فما أُجمل في موضع فُصَّلَ في موضع آخر، وما عُمم في موضع فربما خُصص في موضع آخر، قال الإمام أحمد -رحمه الله-: (الحديث إذا لم يُجمع طرقه، لم تفهمه، أو لم يُتبين خطؤه).

ب- الجمع بين مختلف الحديث

ج- أن تُفهم السنة النبوية في ضوء
 مدلولات اللغة العربية.

د- فَهم الأحاديث في ضوء ملابستها وسياقها وظروفها الزمانية والمكانية، وغيرها من الأمور التي قررها العلماء.

٤- البعد عن الأسباب التي تُوقع في الخطأ في فَهم النصوص.

أ- عدم جمع المرويات المتعلقة بموضوع واحد فهو يتعامل معها تعامل انتقائي اجتزائي.

ب- عدم التثبت والإستيثاق من النص.

ج- الجمود على النص قد يجعله يقع في تفسيرات مضحكة لا تليق بعقله الكبير.

د- التصحيف والتحريف والتأويل الفاسد أو الباطل مع النص الشرعي.

٥- الجزم في الإحتمال القوي أمر معيب -أي لا يجوز إطلاق حكم ما وأنه هو الصحيح والأمر فيه خلاف أو القول بالإطلاق في أمر ظني الدلالة- فهو مما يُعاب به العالم.

٦- تكذيب الخبر مع احتمال صدقه، ضلال مبين: فلو ثبت لديه صحة الحديث بالدليل ثم كَذَّبه بالرأي أو القياس لوقع في الضلال المبين، قال تعالى (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَكَفَرْتُم بِهِ) لأن السنة وحيًا أيضًا.

٧- اليقين لا يزول بالشك، خبر المتخصصين في علم ما، لا يصح أن يرده الجاهلون بذلك العلم بالظن.
-أي أن المتخصصون في كل علم هم أهل ذكره الذين أمرنا الله بسؤالهم وهم الذين يستدركون على بعض فلا يصح أن يستدرك عليهم من ليس من أهل تخصصهم حتى لو كان عالمًا في تخصص آخر، وقديما قالوا: من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب-

٨- إذا تعارض نصان ثابتان يُجمع بينهما ولا يُكذَب أحدهما.
لأن بكل علم قواعده ومتخصصوه فلابد من الرجوع إليهم حتى يدرأوا لك التعارض الظاهر من وجهة نظرك.

٩- إن تعارض النقل مع العقل في الظاهر قُدم النقل على العقل.
لأنه لا يتعارض نقل صحيح مع عقل صريح، وإذا تعارضا فإما النقل لا يصح أو أن ما وصل إليه العقل غير صريح.

١٠- التعامل مع القول لا قائله
-وهذه القاعدة من أهم القواعد التي نشدد عليها، لأن هذه القاعدة تُرسخ للإنصاف والتجرد للعلم ونبذ التعصب وحتى لا تترك سبيل للشيطان يقطع عليك سبيلك ونيتك، فإن فسدت فسد سائر العمل-
فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (ما بال أقوام يفعلون كذا؟)
وهذه أهم النقاط وإلا فالكتب مليئة بالقواعد.

-نفعنا الله وإياكم بها ورزقنا حُسن الفَهم وحُسن العمل وأن نُحسن الدفاع عن ديننا وتنقيته من الأهواء والبدع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق