السبت، 24 أبريل 2010

الإيثار

إن الأخلاق الفاضلة عنوان صلاح الأمم والمجتمعات ومعيار فلاح الأفراد والجمعات , كما أنها التجسيد العملي لقيم الأمة ومثلها , وعنوان تمسكها بعقيدتها وشريعة ربها , وإن من أعظم الأخلاق قدراً , وأرفعها مكانة خلق الإيثار. والإيثار هو أكمل أنواع الجود ,وهو الأيثار بمحاب النفس , من الأموال وغيرها وبذلها للغير مع الحاجة إليها , بل مع الضرورة والخصاص’. ولقد ضرب الأنصار أروع الأمثلة في الإيثار مع إخوانهم المهاجرين حتي أثني الله سبحانه عليهم بقوله ( والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون علي أنفسهم ولوكان بهم حصاصة)سورة الحشر-آية 9 ومن ذلك قصة الأنصارى الذى نزلت الآية بسببه , حيث أثر ضيفه بطعامه وطعام أهله وأولاده , وباتو جياعا. ولقد أثني رسول الله صلي الله عليه وسلم علي الأشعريين , لأنهم تخلقوا بخلق الإيثار والتكافل وقت الأزمات والشدائد فقال صلي الله عليه وسلم ( إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو أو قل طعام عيالهم بالمدينة , جمعوا ماكان عندهم في ثوب واحد , ثم أقتسموا بينهم في إناء واحد بالسوية , فهم مني وأنا منهم ( متفق عليه). وفي أوقات الشدائد والأزمات بصفة خاصة , يتحتم علي الأمة أن تحقق مجتمع الجسد الواحد , فيظهر الإخاء الإيماني الذى تمحي فيه كلمة ( أنا ) ويتحرك الفرد بروح الجماعة ويتخلق بخلق الإيثار , وأن يكون علي مستوى أحداث بلده وأمته. والإيثار عكسه الأثرة والأثرة مذمومة لأنها من خصال البخل والشح , ( ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون)الحشر-آيه 9 أخي الكريم : ونحن في هذه الأيام وفي هذه الأحداث ....ماأحوجنا إلي التخلق بهذا الخلق الإسلامي السامي , خلق الإيثار , وأن يحب كل منا لأخيه مايحب لنفسه , حتي يسود الحب , ويعم الود , ونشعر أننا مجتمع واحد , وجسد واحد , حتي نمر بالأزمة التي تمر بها البلاد وهي أزمة الخلافة والترشيح ويعم الأمن وننعم بالأمان .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق