الجمعة، 23 يوليو 2010

بشائر الهناء

بشائر الهناء
أحبتي في الله هذا شهر شعبان قد قوضي للرحيل خيامة وأذن بالفراق بعد الأقامة وجاءت بشائر الهناء تهنئ الأمة بقدوم شهر رمضان وتبشرهم بنيل الكرامة وطالع السعد في آفق 
الهناء لنا ظهر ولم يبق منه سوى أيام قليلة علي حلول غرة شهر رمضان.(قلوب المتقين إلى هذا الشهر تحن ، ومن ألم فراقه تئن !) سيهل عليكم هلال الشهر العظيم وسيطلع عليكم موسم من مواسم الخيرات . يتجلي فيه ربكم بالرحمات والبركات . منتظرون فيه الخير والفضل من الله العلي المنان . 
اذ ستطوى صفحات شهر شعبان . وتفتح لكم صفحات شهر رمضان وتغلق فيه أبواب النيران وتفتح أبواب الجنان ويقال فيه ياباغى الخير أقبل وياباغى الشر أدبر فقد أتاكم شهر رمضان يقول صلى الله عليه وسلم.((أتاكم رمضان شهر مبارك فرض الله عز وجل عليكم صيامه ، تفتح فيه أبواب السماء ! وتغلق فيه أبوب الجحيم ! وتغل فيه مردة الشياطين ! لله فيه ليلة خير من ألف شهر ! من حرم خيرها فقد حرم ! )) 
رواه النسائي والبيهقي:صحيح الترغيب : 985
شهر بركة وأحسان ينظر الله الي تنافسكم في طاعته لا إلى تنافسكم فى موائدكم. فمن الخطأ تصور الاستعداد بأنه تدبير النفقات وتجهيز الولائم للأضياف. "إن هذا الشهر شرع للإقبال على الله والاجتهاد فى مرضاته وتدبر القرآن وجعل تلاوته معراج ارتقاء وتزكية، إنه سباق فى الخيرات يظفر فيه من ينشط ويتحمس"
عن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه-عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:" أتاكم شهر رمضان شهر بركة فيه خير يغشيكم الله فيُنزل الرحمةَ ويَحُطُّ فيه الخطايا ويستجيب فيه الدعاء ينظر الله إلى تنافسكم ويباهى بكم ملائكته فأروا الله من أنفسكم خيرا فإن الشَّقِىّ من حُرم فيه رحمة الله عز وجل[2]"
شهر يباهي الله بكم صنوف ملائكته فأروا الله أنفسكم خيرا ألا أستعدوا لصوم هذا الشهر ولاتحرموا أنفسكم من رحمات الله فيه ، فأن الشقي من حرم فيه رحمة الله وأبتعد عن رضوان الله ولا حول ولا قوة الا بالله .

 ان شهرا كهذا فيه كل هذه الفضائل لحقيق بالأجلال والتعظيم وجدير بالترحيب والتكريم فمرحبا بك شهر رمضان مرحبا بك شهر الطاعة والغفران مرحبا بك شهر النور والبرهان مرحبا به شهر الهداية والفرقان مرحبا بك شهر السلام والقرآن مرحبا بك موسم العبادة والسعادة وأيام التوبة والأنابة لك أيها الشهر في القلوب المؤمنة أسمي مقام وأعلي مكان كيف وقد أكرمك الله وفضلك علي الأشهر كلها وفرض علي الناس صيام أيامك وضاعف في اجلالك وتكريمك فأنزل فيك كتابه المبين { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}
وقد جعله الله حجة علي الناس فمن رعاه رعاه الله ومن ضيعه ضيعه الله وجعله الله شهرا دوريا يأتي في الصيف والشتاء وسائر الفصول فاذا ما جاء في الحر كان شهر محنة وأختبار ليميز الله الخبيث من الطيب ويفرق بين الصادقين وغير الصادقين وبين المؤمنين والمنافقين قال تعالي(الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ * )
واذا ما جاء في البرد كان غنيمة باردة للمؤمنين فاغتنموا رحمكم الله هذه الأيام المباركة وكنوا صادقين مع أنفسكم ومع ربكم واروا الله منكم صدقكم وكونوا من الطيبين فالعبد من وفق لخيره والشقي من حرم أجره . وأسال الله العظيم رب العرش الكريم أن يعيننا علي صيامة وقيامة أنه خير مسؤؤل وأقرب مأمول وصلي اللهم وسلم وبارك علي نبينا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق